وقال امير موسوي في حديث لمراسل وكالة مهر للانباء حول كيفية سيطرة داعش لى مدينة الموصل بهذه السرعة : ان ذلك يعود الى أسباب متعددة ، السبب الأول هو انشغال الحكومة المركزية بتشكيل الحكومة الجديدة وانشغال السياسيين والأحزاب وتركهم القضايا الأمنية والمعيشية للشعب العراقي وهذه نقطة سيئة تسجل للحكومة والقيادات السياسية في العراق. النقطة الثانية هي عقيدة الجيش العراقي وهذه العقيدة لا تخدم مواجهة الإرهاب بالقوة لأنه في الحقيقة الجيش العراقي أسس على أسس وافكار ومبادئ الولايات المتحدة الامريكية لخدمة المواقف والمصالح الامريكية وهذا مالا يخدم الوضع العراقي،.
في الحقيقة فان عقيدة الجيش عقيدة فيها اشكالية واضحة وسبقت هذه التجربة مع الجيش العراقي في هذه الازمة الاخيرة وفي الانبار وفي الازمات الاخرى، نفوذ البعثيين واعداء الشعب العراقي داخل الموسسات الأمنية للأسف الشديد وعدم استطاعة القيادة العراقية والقائد الاعلى للقوات المسلحة من تطهير هذه المؤسسة من فلول النظام السابق واعداء الشعب العراقي مما أدى إلى خروقات في بغداد وفي الانبار وفي مناطق متعددة. كذلك ربما تباطأ وتواطأ المسؤولون السياسيون في المنطقة كالمحافظ ومساعديه اذ نرى انهم تركوا الميدان بسرعة، فهناك اشاعات التي تقول ان هناك عدد كبير وهائل وبالآلاف من قوات داعش بدأت تهاجم الموصل مما أضعف من معنويات الجيش والمؤسسات الامنية وحتى القوى الشعبية هناك.
وفي معرض رده حول وجود اطراف اخرى متورطة ، قال موسوي : نعم أنا أعتقد ان السعودية لها دوافع في احتدام الحرب الاهلية في العراق. السعودية قد خسرت العراق ورفضت نتائج الانتخابات في العراق وسوريا. النتائج التي اسفرت عن الانتخابات العراقية والسورية لم تعجب القيادات السعودية ولا الاطراف التي راهنت على معاداة الشعب العراقي والشعب السوري في السعودية. لذا انا اعتقد أنهم من خلال دعمهم لداعش والمسلحين في العراق وفي سوريا يحاولون خلط الاوراق ويحاولون زعزعة الامن وعدم الاستقرار وفي نفس الوقت لعلهم يحققوا بعض الأهداف لأنهم يرون ما حصل من الانتخابات والتطورات الاخيرة في المنطقة يصب في صالح خط المقاومة في المنطقة وهذا ما يزعجهم ويدهشهم ، وعندما تتم زيارة مسؤول ايراني الى الرياض فهم يريدون ان يحققوا مكاسب على الارض حتى يرفعوا سقف المفاوضات مع الطرف الايراني في المستقبل القريب.
وحول سبب هجمات داعش على المدن العراقية وعجز الحكومة العراقية في التصدي لها ، قال الخبير الايراني في الشؤون السياسية : اعتقد أن الأمور ستستمر ربما في صورة همجية وعشوائية هنا وهناك لتحقيق اهداف محددة، الهدف الاول هو زعزعة النظام السياسي والامن العام في العراق وايجاد الرعب والخوف في اوساط الشعب العراقي من خلال ارتكاب الجرائم والمجازر في المناطق التي يسيطرون عليها وسرقة اموال الناس من البنوك ومن المتاجر والمنازل وهذا النهب الذي رأيناه اليوم في المناطق التي دخلوها يدل على انهم يريدون ان يسلبوا العراق أمنه واستقراره وممتلكاته وكذلك يريدون ربما أن يرفعوا الضغظ عن الفلوجة المحاصرة من قبل القوات الخاصة العراقية منذ زمن. فهم يعرفون جيدا انهم لن يستطيعوا أن يستقروا في هذه المناطق التي تمت سيطرتهم عليها كما حصل في سامراء يعني يأتوا ويدمروا ويبثوا فسادا في الارض ولكن في النهاية يتركوا الامر ويهربوا بعد ذلك، لانهم عصابات ليس لديهم منهج وليس لديهم برنامج وليس لديهم قاعدة من الشعب العراقي فهم مطرودون , لكن الدعم العربي الى جانب الدعم الغربي والاسرائيلي يحاول ان يثير هؤلاء للضغط على الحكومة العراقية وتخويف الشعب العراقي وايجاد نوع من عدم الاستقرار في داخل العراق.
وحول رأيه بوجود ايادي متواطئة في الداخل العراقي، قال موسوي : نعم. كما قلت هناك متورطون في القوات المسلحة وفي القيادات السياسية , كثير من القيادات السياسية التي الآن هي موجودة في البرلمان وربما في الحكومة والمؤسسات الرسمية وفي المحافظات هي متواطئة وللأسف الشديد هناك ضعاف النفوس يبيعون ضمائرهم ويبيعون مواقفهم بسهولة وطبعا المال الخليجي المتوفر في المنطقة وفي العراق يحاول من خلال هؤلاء ضعاف النفوس أن يتغلغل داخل المؤسسات السياسية والامنية وهو ما حدث.
وفي معرض رده حول ردة فعل السكان المحليين ولاسيما الاكراد واهل السنة في هذه المناطق على تحركات داعش، قال موسوي : التقارير التي وصلت تدل على ان هناك هروب واضح. الاهالي حاولوا ان يهربوا من المناطق الساخنة وبشأن الاكراد هناك بعض المعلومات تقول ان بعض قياداتهم متواطئون حيث هناك نوع من التعاون بينهم وبين المنظمات الارهابية للضغط على المالكي وعلى الحكومة العراقية لأن بعض القيادات الكردية ربما تستفيد من هذه الاوضاع وخاصة انها حاولت اقفال الحدود الكردية على العوائل الهاربة والابرياء الذين حاولوا الهروب من المناطق الساخنة الى مناطق آمنة في كردستان العراق ولحد الآن لم تسمح لهم سلطات اقليم كردستان العراق بدخول اراضيها , وفي نفس الوقت حاولت قطع المياه عن المناطق العراقية الاخرى وهذا يدل على ان هناك نوع من التواطؤ ونوع من التآمر واعتقد انها ليست لصالح كردستان العراق ولا لصالح بعض الاطراف في العراق التي تتواطأ مع هذه الجماعات الارهابية.
وحول رأيه في استطاعة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي احتواء الازمة الراهنة، قال الخبير السياسي الايراني امير موسوي : لحد الآن يبدو انه ضعيف في هذا المجال لكن في رأيي اذا ما اتفقت القيادات السياسية العراقية يمكن ان يحقق انتصارا ساحقا على القوات الارهابية في المنطقة لكن للاسف الشديد هناك خلافات حادة حتى بين اصدقائه وحلفائه وبين المجموعات السياسية الاخرى في البرلمان العراقي , لذا ربما حتى قرار حالة الطوارئ لا يلقى رضى من البرلمان لانهم يحاولون أن يضغطوا عليه لاضعافه وأن لا يستطع ان يبرز نفسه كقائد عسكري قوي قادر على حسم الامر والآن ومن خلال الساعات القادمة سنرى كيف سيعالج هذا الملف وكيف سيواجه داعش في الموصل وفي تكريت وبعض المناطق في محافظة صلاح الدين. اعتقد اذا ما نجح المالكي فانه سيتمكن من النجاح في المراحل الاخرى، لكن اذا فشل في هذه المرحلة ستكون ايامه صعبة سياسيا وامنيا./انتهى/
رمز الخبر 1836982
تعليقك